فرصة عمل تطوعي في اوروبا بالنسبة للمغاربة
لقد كانت فكرة العمل التطوعي في ليشينشتاين من أحلامي منذ زمن طويل. بلد صغير، يتميز بالجمال الطبيعي والاقتصاد القوي، والذي يعد واحداً من أغنى دول العالم للفرد. لكن، كيف يمكن لشاب مغربي مثلي أن يجد فرصة للتطوع هناك؟ هذا ما سأحاول تقديمه لكم من خلال تجربتي الشخصية وبحثي الواسع.
لمحة عن ليشينشتاين
ليشينشتاين، بلد صغير بمساحة 160 كيلومتر مربع فقط، يقع بين سويسرا ونمسا. بفضل النظام الضريبي الجذاب واستقراره السياسي، يعد وجهة مثالية للأعمال والاستثمار، ولكن ما الذي يمكن للمغاربة أن يقدموه في هذا البلد؟
الفرص التطوعية
إن العمل التطوعي في ليشينشتاين يمكن أن يكون متنوعاً، لكن الفرص قد تكون محدودة بسبب حجم البلد والتركيز على القطاعات الاقتصادية المعينة. من بين الفرص المحتملة:
- التعليم والتدريس: مع نسبة صغيرة من السكان، يمكن للمغاربة المتقدمين في التعليم أن يسهموا في مجالات التدريس، خاصة في تعليم اللغات مثل العربية أو الفرنسية.
- العمل البيئي: ليشينشتاين معروف بحبه للطبيعة والحفاظ عليها. يمكن العمل في مشاريع الحفاظ على البيئة، مثل تنظيف المناطق الطبيعية أو الحدائق.
- العمل الثقافي: يمكن للمغاربة أن يقدموا فعاليات ثقافية أو ورش عمل تتعلق بالفنون والحرف التقليدية المغربية، مما يسهم في تعزيز التعاون بين الثقافات
كيفية البحث عن الفرص
للعثور على فرص تطوعية في ليشينشتاين، يمكن اتباع الخطوات التالية:
- إنترنت: لا توجد منصات مخصصة للتطوع في ليشينشتاين بشكل خاص، لكن يمكن البحث عن فرص عبر مواقع عالمية مثل "Volunteer Forever" أو "Go Overseas" التي تقدم فرص تطوعية في أوروبا بشكل عام
- المنظمات المحلية: بعض الجمعيات الخيرية والمؤسسات غير الحكومية في ليشينشتاين قد تبحث عن متطوعين، لكن قد يكون من الصعب الوصول إليها مباشرة إذا لم تكن في البلد.
- الشبكات الاجتماعية: استخدام الشبكات الاجتماعية للتواصل مع المغتربين المغاربة في ليشينشتاين أو أوروبا قد يفتح أبواباً جديدة. قد توجد مجموعات على فيسبوك أو لينكدإن حيث يمكن التواصل مع أشخاص لديهم خبرة في هذا المجال
التحديات
- اللغة: اللغة الرسمية في ليشينشتاين هي الألمانية، وقد يكون هذا تحديًا للمغاربة الذين لا يتقنون اللغة. مع ذلك، معرفة اللغة الإنجليزية قد تفتح بعض الأبواب، خاصة في المجالات الدولية.
- التكاليف: على الرغم من أن بعض البرامج التطوعية توفر السكن والطعام، فإن التكاليف الشخصية والسفر إلى ليشينشتاين يمكن أن تكون مرتفعة
الفوائد المترتبة على التطوع في ليشينشتاين
- تطوير مهارات لغوية: التعامل مع الألمانية في بيئة متنوعة يعزز من مهارات اللغة، الذي يمكن أن يفتح أبواباً جديدة للعمل في أوروبا.
- التعرف على ثقافة جديدة: ليشينشتاين تتميز بالثقافة الأوروبية الفريدة، وهذا يتيح فرصة لتعلم عن عادات وتقاليد مختلفة، وربما تبادل ثقافي بين الثقافة المغربية والليشينشتاينية
- إنشاء شبكات علاقات دولية: العمل مع الأشخاص من مختلف الخلفيات يبني شبكات اجتماعية ومهنية قد تكون مفيدة في المستقبل.
- التأثير الاجتماعي: حتى في بلد صغير، يمكن للمتطوع أن يحدث تغييراً إيجابياً، سواء كان ذلك عبر تعليم الأطفال أو الحفاظ على البيئة أو دعم المجتمعات المحلية
خطوات عملية للتقديم على فرص التطوع
- البحث عن منظمات: استخدم المواقع الإلكترونية مثل "European Voluntary Service" أو "Workaway" حيث تمكن من البحث عن فرص تطوعية في منطقة ألب الأوسط التي تشمل ليشينشتاين.
- التواصل مباشر: لا يوجد دليل موحد للمنظمات التطوعية في ليشينشتاين، لذا قد تكون البريد الإلكتروني أو الإتصال المباشر عبر الشبكات الاجتماعية ضرورياً.
- التحضير للمقابلة: إذا تمت دعوتك لمقابلة، تأكد من إعداد سيرتك الذاتية بشكل مهني، وأعد رسالة دافعية توضح لماذا تريد التطوع في ليشينشتاين بالذات
- معرفة القوانين: لا تنسى التحقق من شروط التأشيرة والإقامة، حيث أن هذه القوانين يمكن أن تختلف حسب نوع العمل والفترة المقررة للتطوع.
تجارب متطوعين مغاربة في أوروبا
على الرغم من ندرة الفرص في ليشينشتاين نفسه، يمكن استلهام الكثير من قصص المتطوعين المغاربة الذين عملوا في دول أوروبية أخرى:
تجربة أحمد في سويسرا: حيث عمل في مجال الحفاظ على البيئة وتعلم الكثير من مهارات القيادة والتواصل.
رحلة فاطمة في ألمانيا: التي عملت كمعلمة للغة العربية وتوسعت في فهمها للثقافة الألمانية
التحديات المستمرة
الدعم المالي: حتى إذا كانت بعض الفرص تغطي النفقات الأساسية، تحتاج إلى دعم مالي لغيرها من النفقات الشخصية.
الاندماج في المجتمع: بصفتك متطوعاً من خارج الاتحاد الأوروبي، قد تواجه صعوبات في الاندماج الكامل مع المجتمع الليشينشتايني، لكن هذا يمكن تجاوزه بمرونة وفتحة قلب
الختام
بالتأكيد، تجربتي في البحث عن فرصة تطوعية في ليشينشتاين كانت مليئة بالتحديات والتعلم. كل خطوة أخذتها في هذه الرحلة جعلتني أكثر تقديراً لثقافتنا وثقافات الآخرين. للمغاربة الذين يحلمون بالتطوع في ليشينشتاين أو أوروبا، أقول: لا تترددوا، لكن كونوا مستعدين للعمل الشاق والتعلم المستمر. التطوع ليس فقط عن مساعدة الآخرين، بل هو أيضاً عن تطوير الذات واكتساب تجارب تغير حياتك.